الترادف والاشتراك والتضاد


الترادف والاشتراك والتضاد

الترادف (synonym) في اللغة هو ما اختلف لفظه واتفق معناه، أوإطلاق عدة كلمات على مدلول واحد، كالأسد والسبع والليث وأسامه ... التى تعنى مسمى واحدا. والحسام والسيف والسيف والمهند واليمانى ... بمعنى واحد. والعربية من أغنى لغات العالم بالمترادفات لعوامل عدة سبق ذكرها (انظر ..... من هذه المذكرة).
قد أنكر بعض العلماء وقوع الترادف فى العربية وحرصوا على إظهار الفروق الدقيقة بين الألفاظ المستعملة والتى يظن أنها من قبيل المترادفات، غير أننا نلاحظ أن الترادف ظاهرة لغوية طبيعية فى كل لغة نشأت من عدة "لهجات" متباينة فى المفردات والدلالة. وعلى ذلك نرى أن الترادف واقع فى الغة العربية الفصحى التى كانت مشتركة بين قبائل العرب فى الجاهلية، وكان من الطبعى أن يقع على بعض الكلمات فى القرآن الكريم لنـزوله بهذه اللغة المشتركة، نحو (أقسم وحلف) ف قوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) وقوله (يحلفون بالله ما قالوا...) وترادف (         بعث وأرسل) فى قوله (وما كان معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وترادف (فضل وآثر) فى قوله (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وقوله (تالله آثرك الله علينا).
الاشتراك اللفظ (homonym) يقابل الترادف (synonym)، وهو كل كلمات لها عدة معان حقيقة غير مجازية، أو: اللفظ الواحد الدال على معنين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل اللغة، ومن أمثلته لفظ (الحوب) الذى يطلق على أكثر من ثلاثين معنى، منها: الاثم، الأخت، البنت، الحاجة، المسكنة، الهلال، الحزن، الضخم من الجمال ... إلخ.
اختلف الباحثون فى مسألة ورود الاشتراك اللفظى، فمنهم من أنكره، ومنهم من ذهب إلى كثرة وروده، فأورد له شواهد كثيرة لا سبيل إلى الشك فيها. والحق أن الاشتراك اللفظى ظاهرة لغوية موجودة فى معظم لغات العالم بما فيها اللغة العربية.
أعد الباحثون سبب الاشتراك اللفظى فى اللغة العربية إلى عوامل عدة، منها:
1)    اختلف اللهجات العربية القديمة، فمعظم ألفظ المشتراك جاء نتيجة عذه الاختلاف.
2)    انتقال بعض الألفاظ من المعناها الأصلى إلى معان مجازية أخرى. ومنها لفظ (العين)، فيطلق على العين الباصرة، وعلى العين الجارية، وعلى النقد من الذهب.
3)    العوارض الصرفية التى تطرأ على لفظين متقاربين في صيغة واحدة، فينشأ عنها تعدد في معنى هذه الصيغة. ومن أمثلة هذا النوع (وجد) "وجد به وجدا إذا تفانى في حبه".
التضاد هو أن يطلق اللفظ على المعنى وضده، فهو، إذا، نوع من الاشتراك اللفظى، فكل تضاد اشتراك لفظى وليس العكس. ومن أمثلته: (الأرز) أى القوة أو الضعف، و (السبل) أى الحلال أو الحرام، و (بلق الباب) أى فتحه كله أو أغلق بسرعة، و (الحميم) أى الماء البرد أو الحار، و (المولى) أى العبد أو السيد .. إلخ.
أعاد الباحثون وجود ظاهر التضاد إلى أسباب عدة، أهمها:
1)    دلالة اللفظ فى أصل وضعه على معنى عام يشترك فيه الضدان. وقد يسهو بعضهم عن ذلك المعنى الجامع فيظن الكليمات من قبيل التضاد، مثل ذلك: (القرء) على الحيض والطهر، ومعناه الأصلي الوقت المعتاد، و (الزوج) على الذكر والأنثى..
2)    انتقال اللفظ من معناه الأصلي إلى معنى آخر مجازى، إما للتفاؤل، كإطلاق لفظ (البصير) على الأعمى، و (السليم) على الملدوغ، و (الناهل) للعطشان، وإما للتهكم كإطلاق لفظ (أبى البيضاء) على الأسود، وإما لاجتناب التلفظ بما يكره كتسمية (السيد) و (العبد) بالمولى.
3)    اتفاق كلمتين فى صيغة صرفية واحدة، ومثال ذلك كلمة (المختار) بمعنى اسم الفاعل أو بمعنى اسم المفعول، و (المبتاع) بمعنى البائع و بمعنى المبيع... إلخ.
اختلاف القبائل العربية فى استعمال الألفظ، كلفظ (السدفة) بمعنى "الظلمة" عند تميم، ومعنى "الضوء" عند قيس، ولفظ (سجد) بمعنى "انتصب" عند طيئ و "انحنى" عند سائر القبائل.

Komentar

  1. شكرا يا أخي جزاك الله خير الجزاء وأفاد بك الأمة

    BalasHapus

Posting Komentar

Comments:

Postingan populer dari blog ini

AL-TARADUF WA AL-ISYTIRAK WA AL-TADHAD